فصل: الآيتان 181 - 182

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 178

أخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وأبو بكر المروزي في الجنائز وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود قال‏:‏ ما من نفس برة ولا فاجرة إلا والموت خير لها من الحياة، إن كان برا فقد قال الله ‏{‏ما عند الله خير للأبرار‏}‏ وإن كان فاجرا فقد قال الله ‏{‏ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما‏}‏‏.‏

واخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي الدرداء قال‏:‏ ما من مؤمن إلا الموت خير له، وما من كافر إلا الموت خير له‏.‏ فمن لم يصدقني فإن الله يقول ‏(‏و ما عند الله خير للأبرار‏)‏ ‏(‏آل عمران الآية 198‏)‏ ‏{‏ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين‏}‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن محمد بن كعب قال‏:‏ الموت خير للكافر والمؤمن، ثم تلا هذه الآية، ثم قال‏:‏ إن الكافر ما عاش كان أشد لعذابه يوم القيامة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن أبي برزة قال‏:‏ ما أحد إلا والموت خير له من الحياة، فالمؤمن يموت فيستريح، وأما الكافر فقد قال الله ‏{‏ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير‏}‏ الآية‏.‏

 الآية 179

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال‏:‏ قالوا إن كان محمد صادقا فليخبرنا بمن يؤمن به منا ومن يكفر‏؟‏ فأنزل الله ‏{‏ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس قال‏:‏ ‏"‏يقول للكفار ‏{‏ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه‏}‏ من الكفر ‏{‏حتى يميز الخبيث من الطيب‏}‏ فيميز أهل السعادة من أهل الشقاوة‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال‏:‏ يقول للكفار لم يكن ليدع المؤمنين على ما أنتم عليه من الضلالة حتى يميز الخبيث من الطيب، فميز بينهم في الجهاد والهجرة‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال‏:‏ ميز بينهم يوم أحد‏.‏ المنافق من المؤمن‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور عن مالك بن دينار أنه قرأ ‏{‏حتى يميز الخبيث من الطيب‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ ‏{‏حتى يميز الخبيث من الطيب‏}‏ مخففة منصوبة الياء‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ‏{‏وما كان الله ليطلعكم على الغيب‏}‏ قال‏:‏ ولا يطلع على الغيب إلا رسول‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء‏}‏ قال‏:‏ يختصهم لنفسه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك ‏{‏يجتبي‏}‏ قال‏:‏ يستخلص‏.‏

 الآية 180

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ‏{‏ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله‏}‏ يعني بذلك أهل الكتاب أنهم بخلوا بالكتاب أن يبينوه للناس ‏{‏سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة‏}‏ ألم تسمع أنه قال ‏(‏يبخلون ويأمرون الناس بالبخل‏)‏ ‏(‏النساء الآية 37‏)‏ يعني أهل الكتاب يقول‏:‏ يكتمون ويأمرون الناس بالكتمان‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ‏{‏ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله‏}‏ قال‏:‏ هم يهود‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي ‏{‏ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله‏}‏ قال‏:‏ بخلوا أن ينفقوها في سبيل الله ولم يؤدوا زكاتها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال‏:‏ هم كافر ومؤمن بخل أن ينفق في سبيل الله‏.‏

وأخرج البخاري عن أبي هريرة قال‏:‏ ‏"‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاع أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، فيأخذ بلهزمتيه - يعني شدقيه - فيقول‏:‏ أنا مالك‏.‏ أنا كنزك‏.‏ ثم تلا هذه الآية ‏{‏ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن ماجة والنسائي وابن جرير وابن خزيمة وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة شجاع أقرع يفر منه وهو يتبعه فيقول‏:‏ أنا كنزك حتى يطوق في عنقه‏.‏ ثم قرأ علينا النبي صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله ‏{‏ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله ‏{‏سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة‏}‏ قال‏:‏ من كان له مال لم يؤد زكاته طوقه الله يوم القيامة شجاعا أقرع بفيه زبيبتان ينقر رأسه حتى يخلص إلى دماغه‏.‏ ولفظ الحاكم ينهسه في قبره فيقول‏:‏ ما لي ولك‏؟‏‏!‏ فيقول‏:‏ أنا مالك الذي بخلت بي‏.‏

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال‏:‏ يكون المال على صاحبه يوم القيامة شجاعا أقرع إذا لم يعط حق الله منه، فيتبعه وهو يلوذ منه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة في مسنده وابن جرير عن حجر بن بيان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله من فضل ما أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا خرج له يوم القيامة من جهنم شجاع يتلمظ حتى يطوقه‏.‏ ثم قرأ ‏{‏ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن جرير والبيهقي في الشعب عن معاوية بن حيدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏"‏لا يأتي الرجل مولاه فيسأله من فضل مال عنده، فيمنعه إياه إلا دعى له يوم القيامة شجاع يتلمظ فضله الذي منع‏"‏‏.‏

وأخرج الطبراني عن جرير بن عبد الله البجلي قال‏:‏ ‏"‏قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله فضلا أعطاه الله إياه فيبخل عليه إلا أخرج الله له حية من جهنم يقال لها شجاع يتلمظ فيطوق به‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي في الشعب عن أبي الدرداء ‏"‏سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ يؤتى بصاحب المال الذي أطاع الله فيه وماله بين يديه كلما تكفأ به الصراط قال له ماله‏:‏ امض فقد أديت حق الله في‏.‏ ثم يجاء بصاحب المال الذي لم يطع الله فيه وماله بين كتفيه كلما تكفأ به الصراط قال له ماله‏:‏ ويلك ألا أديت حق الله في‏؟‏‏!‏ فما يزال كذلك حتى يدعو بالويل والثبور‏"‏‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن مسروق في الآية قال‏:‏ هو الرجل يرزقه الله المال فيمنع قرابته الحق الذي جعله الله لهم في ماله، فيجعل حية فيطوقها فيقول للحية‏:‏ ما لي ولك‏؟‏‏!‏ فتقول‏:‏ أنا مالك‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم النخعي في قوله ‏{‏سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة‏}‏ قال‏:‏ طوقا من نار‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏سيطوقون ما بخلوا به‏}‏ قال‏:‏ سيكلفون أن يأتوا بمثل ما بخلوا به من أموالهم يوم القيامة‏.‏

 الآيتان 181 - 182

أخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال‏:‏ دخل أبو بكر بيت المدراس فوجد يهود قد اجتمعوا إلى رجل منهم يقال له فنحاص، وكان من علمائهم وأحبارهم فقال أبو بكر‏:‏ ويلك يا فنحاص‏.‏‏!‏ اتق الله وأسلم، فوالله إنك لتعلم أن محمدا رسول الله تجدونه مكتوبا عندكم في التوراة فقال فنخاص‏:‏ والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من فقر، وإنه إلينا لفقير، وما نتضرع إليه كما يتضرع إلينا، وإنا عنه لأغنياء، ولو كان غنيا عنا ما استقرض منا كما يزعم صاحبكم، ينهاكم عن الربا ويعطينا، ولو كان غنيا عنا ما أعطانا الربا‏.‏ فغضب أبو بكر فضرب وجه فنحاص ضربة شديدة وقال‏:‏ والذي نفسي بيده لولا العهد الذي بيننا وبينك لضربت عنقك يا عدو الله‏.‏ فذهب فنحاص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا محمد انظر ما صنع صاحبك بي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر ‏"‏ما حملك على ما صنعت‏؟‏ قال‏:‏ يا رسول الله قال قولا عظيما‏:‏ يزعم أن الله فقير وأنهم عنه أغنياء‏.‏ فلما قال ذلك غضبت لله مما قال فضربت وجهه‏.‏ فجحد فنحاص فقال‏:‏ ما قلت ذلك‏.‏ فأنزل الله فيما قال فنحاص تصديقا لأبي بكر ‏{‏لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ ونزل في أبي بكر وما بلغه في ذلك من الغضب ‏(‏ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏)‏ ‏(‏آل عمران الآية 186‏)‏ الآية‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من وجه آخر عن عكرمة ‏"‏أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر إلى فنحاص اليهودي يستمده، وكتب إليه وقال لأبي بكر‏:‏ لا تفتت‏؟‏‏؟‏ علي بشيء حتى ترجع إلي‏.‏ فلما قرأ فنحاص الكتاب قال‏:‏ قد احتاج ربكم‏.‏ قال أبو بكر، فهممت أن أمده بالسيف، ثم ذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تفتت‏؟‏‏؟‏ علي بشيء‏.‏ فنزلت ‏{‏لقد سمع الله قول الذين قالوا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ وقوله ‏(‏ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم‏)‏ ‏(‏آل عمران الآية 186‏)‏ وما بين ذلك في يهود بني قينقاع‏.‏

وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله ‏{‏لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير‏}‏ قالها فنحاص اليهودي من بني مرثد لقيه أبو بكر فكلمه فقال له‏:‏ يا فنحاص اتق الله، وآمن وصدق، وأقرض الله قرضا حسنا‏.‏ فقال فنحاص‏:‏ يا أبا بكر تزعم أن ربنا غني وتستقرضنا لأموالنا وما يستقرض إلا الفقير من الغني، إن كان ما تقول حقا فإن الله إذن لفقير‏.‏ فأنزل الله هذا فقال أبو بكر‏:‏ فلولا هدنة كانت بين بني مرثد وبين النبي صلى الله عليه وسلم لقتلته‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد قال‏:‏ صك أبو بكر رجلا منهم ‏{‏الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء‏}‏ لم يستقرضنا وهو غني‏.‏ وهم يهود‏.‏

وأخرج ابن جرير عن شبل في الآية قال‏:‏ بلغني أنه فنحاص اليهودي وهو الذي قال ‏(‏إن الله ثالث ثلاثة‏)‏ ‏(‏المائدة الآية 73‏)‏ و ‏(‏يد الله مغلولة‏)‏ ‏(‏المائدة الآية 64‏)‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال‏:‏ أتت اليهود محمدا صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله ‏(‏من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا‏)‏ ‏(‏البقرة الآية 245‏)‏ فقالوا‏:‏ يا محمد أفقير ربنا يسأل عباده القرض‏؟‏ فأنزل الله ‏{‏لقد سمع الله قول الذين قالوا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن قتادة في قوله ‏{‏لقد سمع الله‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ ذكر لنا أنها نزلت في حيي بن أخطب لما نزلت ‏(‏من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة‏)‏ ‏(‏البقرة الآية 245‏)‏ قال‏:‏ يستقرضنا ربنا إنما يستقرض الفقير الغني‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن العلاء بن بدر أنه سئل عن قوله ‏{‏وقتلهم الأنبياء بغير حق‏}‏ وهم لم يدركوا ذلك قال‏:‏ بموالاتهم من قتل أنبياء الله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله ‏{‏ونقول ذوقوا عذاب الحريق‏}‏ قال‏:‏ بلغني أنه يحرق أحدهم في اليوم سبعين ألف مرة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏وأن الله ليس بظلام للعبيد‏}‏ قال‏:‏ ما أنا بمعذب من لم يجترم‏.‏